سنتعرف سويّاً على الزعفران أو ما يلقب بالذهب الأحمر وما هي استخداماته في مجال المطبخ و عالم الطب
إن الزعفران نبات عطري ذو رائحة زكية ، ينتمي إلى فئة القزحيات كما أنّه تتوفر في الزعفران مركبات تعمل مضادات للأكسدة، مثل كيمبفيرول وكروسين وسافرانال، والتي لها تأثير إيجابي في تخفيف الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية، فضلا عن أهميتها في تقوية الذاكرة. وكذلك تعد مضادات الأكسدة بالغة الأهمية في القضاء على الالتهابات والخلايا السرطانية.
ولإنتاج ٢٨ غرام من الزعفران التجاري فإنّك تحتاج إلى ما يقارب أربعة ألاف زهرة ، حيث تنزع المياسم من الزهور المتفتحة على أيدي أناس يملكون الخبرة الكافية وتجفف في الظل، ثم يتم فرشها على شبكة رفيعة وعلى نار هادئة. وهذه المادة لونها أحمر برتقالي وذات رائحة نفاذة وطعم مميز، وتحفظ في أوان محكمة لكي لا تفقد قيمتها كمادة ثمينة.
من أشهر البلدان التي يتم زراعة و إنتاج الزعفران فيها هي إيران، أفغانستان، إسبانيا، الهند، اليونان، ، المغرب، وإيطاليا حيث تغطي هذه البلدان ٨٠% من الإنتاج العالمي ويعتبر الزعفران الإيراني والأفغاني والاسباني من أجود الأنواع .
ويعد الزعفران الإسباني من أفضل وأجود أنواع الزعفران في العالم ، يُزرع الزعفران الإسباني الأصلي في الغالب في أليكانتي وكاستيلا لامانشا ومايوركا وحول مدريد. لكن كمية إنتاج وزراعة الزعفران في هذه المناطق منخفضة للغاية ولا يمكن الاستجابة لعدد كبير من الطلبات.
لهذا السبب الزعفران الإسباني ليس مشهورًا في العالم ويستهلك على نطاق واسع فقط في إسبانيا وليس له نصيب في الصادرات العالمية. لكن تغليف الزعفران في إسبانيا يتم بجودة عالية وهي واحدة من أنجح وأفضل الدول في تغليف الزعفران في العالم.
ويشتهر منه نوعان هما "الاسباني الرئيس " و " الكريم " .
وفي عالم الطبخ والطعام يُستخدم الزعفران في تلوين المواد الغذائية. حيث يدخل في صناعة الكاري، وهو من البهارات الشهيرة التي تضفي على الطعام نكهةً لذيذةً. و يستخدم في تلوين الأرز وصبغه باللون البرتقالي الذهبي، مثل طبق البرياني الهندي.
أيضاً يستخدم في تتبيل العديد من أنواع الأسماك، منها سمك الهلبوت، وسمك القدّ، وتتبيل الدجاج أيضًا. و يدخل الزعفران في تصنيع المثلجات. و في تحضير القهوة السادة. كما يمكن إضافة الزعفران للشاي ممّا يعطيه نكهةً جديدةً غير اعتيادية عن طريق إضافة الزعفران للشاي بعد إبعاده عن النار وتركه منقوعًا فيه قليلًا حتى يتغلغل فيه. بالإضافة إلى استخدامه في صناعة بعض أنواع الكعك والحلويّات. و يضاف إلى الصلصات لإعطائها نكهةً حادةً وإلى المايونيز ليعطيه لونًا ونكهةً مختلفةً. دون إغفال إمكانية إضافته إلى أنواع الحساء لإعطائها لونًا مشرقًا.
يظنّ كثيرٌ من الناس أنّ الزعفران هو نوع من التوابل فقط يضاف إلى الطعام لإعطائه نكهةً معينة ، لكن فوائده لا تقتصر على ذلك فقط
يتمتع الزعفران الذي يعد من أغلى التوابل في العالم، بفوائد طبية كبيرة، تتراوح بين تحسين المزاج وصولا إلى مكافحة السرطان. ويعتبر الزعفران أحد النباتات الاغلى سعراً ويلقب بالذهب الأحمر ويعود ذلك لحاجته إلى الكثير من اليد العاملة وقلة إنتاجه فوفق الإحصاءات فإن إنتاج نصف كيلو غرام من الزعفران يتطلب ٧٥٠٠٠ زهرة
: ونذكر من فوائد الزعفران الكثيرة ما يلي
مقاومة الاكتئاب ●
إن تناول الزعفران قد يؤدي إلى تعديل المزاج والمساعدة في التقليل من الاكتئاب الذي يشعر به الإنسان، إذ إنه يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم وفيتامين ب 6 الذي يقوم بتعديل الحالة المزاجية للإنسان.
فضلا على أن الزعفران يساعد على زيادة معدل ضخ الدم إلى الدماغ مما يزيد من إنتاج مادة السيروتونين أو ما يعرف باسم هرمون السعادة مما يساعد على التخلص من الحالة النفسية السيئة، ومنها القلق والتوتر والاكتئاب.
حيث بينت دراسة قديمة تم نشرها في مجلة علم الأدوية العرقية أن الزعفران فعال مثل عقار فلوكسيتينفي في علاج الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط.
كما أظهرت دراسة نشرت في مجلة الطب التكاملي فعالية استخدام الزعفران لعلاج الاكتئاب لدى البالغين فوق 18 سنة.
كما وجد الباحثون أن الزعفران يحسن الأعراض للأشخاص الذين يعانون من أحد أنواع الاكتئاب، وهو الاضطراب الاكتئابي الكبير.
الوقاية من السرطان ●
الزعفران غني بالكثير من مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على تحييد الجذور الحرة مما يقي من الإصابة بالأمراض السرطانية، وقد أثبتت الدراسات أن المركبات التي توجد بالزعفران تساعد على قتل الخلايا السرطانية بالقولون أو التقليل منها.
إنقاص الوزن ●
إضافة الزعفران إلى الوجبات الخفيفة من الممكن أن يساعد على قمع الشهية، إذ أثبتت إحدى الدراسات كما ورد في موقع health line أن مستخلص الزعفران بإمكانه التقليل من الشهية، والتقليل من كتلة الدهون الإجمالية بالجسم مما يساعد على إنقاص الوزن بشكل ملحوظ.
التقليل من أعراض الزهايمر ●
استخدام الزعفران يساعد على علاج مشكلات الأعصاب وخاصة مع التقدم في السن، ووفقا لدراسة نشرها موقع "ويب طب" فإن تناول الزعفران لمدة 22 أسبوعا يعمل على التحسين والتقليل من أعراض الزهايمر، وهذا لأن الزعفران يحتوي على مادة الكروسين .
وقد أثبتت الدراسات أن الكروسين يحسن من استجاب الخلايا للعلاج الكيميائي ضد السرطان .
التخلص من الآرق ومشاكل النوم ●
تناول الزعفران يساعد على التخلص من الأرق مما يساعد على النوم بشكل أفضل بالإضافة إلى أن الزعفران يحتوي على البوتاسيوم والخصائص المهدئة التي تساعد على الاسترخاء وتهدئة الأعصاب، ويمكنك إضافة الزعفران إلى كوب من الحليب الدافئ قبل النوم.
مفيد للنساء ●
الزعفران يساعد على علاج الأعراض المصاحبة للدورة الشهرية عند النساء، حيث أشارت الدراسات إلى أن النساء في الفترة العمرية بين 20 و45 يساعدهن الزعفران في التخلص من أعراض الدورة الشهرية مثل الصداع وألم البطن والقلق.
حماية القلب والشرايين ●
تناول الزعفران مهم للقلب والحفاظ على معدل ضغط الدم، إذ إن الزعفران يحتوي على البوتاسيوم والنحاس والمنجنيز فضلا على أنه غني بالماغنسيوم والحديد مما يساعد على حماية القلب.
بناءً على إحدى الدراسات الحديثة حول فائدة الزعفران من خلال إضافة 100 ملليغرام من الزعفران إلى الحليب، وبحث تأثيره على مجموعتين من المتطوعين
متطوعين مصابين بمرض القلب التاجي -
متطوعين لا يعانون من أي أمراض -
وتمت مقارنتهم بمتطوعين التزموا بتناول الحليب فقط (دون إضافة زعفران).
وقد أظهرت النتائج أن المتطوعين الذين التزموا بتناول الحليب بالزعفران لمدة 6 أسابيع، ازدادت نسبة مضادات الأكسدة في أجسامهم. كما قلت قابلية البروتين الدهني للأكسدة بنسب جيدة. بينما لم تلاحظ هذه التغييرات لدى الأشخاص الذين التزموا بتناول الحليب الخالي من الزعفران.
وهذه الاستخدامات لم تعتمد في وقتنا الحاضر فقط ، بل إن الاعتماد على الزعفران كدواء متعدد الاستعمالات يعود إلى قديم الزمن .
فقد استخدم الأوروبيون في العصور الوسطى الزعفران لعلاج التهابات الجهاز التنفسي والاضطرابات مثل السعال ونزلات البرد والحمى القرمزية والجدري والسرطان ونقص الأكسجين والربو وكان للزعفران أهداف أخرى تشمل اضطرابات الدم والأرق والشلل وامراض القلب واضطرابات المعدة والنقرس والنزيف الرحمي المزمن واضطرابات العين
.أما المصريون القدماء فقد استعملوه كمنشط جنسي وطارد للرياح والتخلص من انتفاخ البطن والتلبك المعوي