يعد الملح بأشكاله وأنواعه المختلفة عنصراً مهماً للغاية في حياتنا اليومية ، وإذا نظرنا إلى غذائنا اليوميّ نلاحظ وجود الملح فيها بشكلٍ كبير فلا يكاد يخلو صنف طعامٍ من الملح وحتى في الاستخدامات اليومية في مجالات الحياة المختلفة .
وأهم أنواع الملح المستخدمة هو ملح البحر الطبيعي وسنتعرف سوياً على تركيبه وفوائده وما الذي يجعله مميزاً عن الملح العادي .
يتم استخراج الملح البحري بسهولة كبيرة ، حيث يتم تبخير مياه البحر إمّا بتعريضها للهواء أو تسريع ذلك عبر استخدام منشآت صناعية مختصة بذلك، و لقلة العمليات الإنتاجية فإن هذا الأمر يجعله أكثر فائدة من غيره من أنواع الملح المعروفة، نظراً لأنه لا يفقد الكثير من قيمته الغذائية والعلاجية أثناء التصنيع.
يتكون ملح البحر الطبيعي من عدة عناصر نادرة لا تحتويها باقي أنواع الملح الأخرى ومعادن نادرة وضرورية للجسم حيث يتكون من 0,003% فلوريد، بروم، سترونسيوم 0,14%، كبريتات البوتاسيوم 0,42 كلوريد الكالسيوم 0,04% كربونات مغنيسيوم 1,51% كلوريد الصوديوم 97,51%.
أما عن فوائد الملح البحري نذكر منها :
يعزز امتصاص المواد الغذائية ●
إن تناول الملح البحري بانتظام يساعد الجسم بشكل كبير على امتصاص المواد والعناصر الضرورية بشكل أكبر كالزنك والكالسيوم والحديد وحمض الفوليك وفيتامين ب12.
المحافظة على صحة الجهاز الهضمي ●
يعتبر الملح عاملاً رئيسياً في تركيب الأحماض الهضمية داخل الجسم ، وبالتالي إنّ نقص هذه الأملاح سيخلق اضطرابات داخل الجهاز الهضمي وقد يخلق بعض الأمراض كحرقة المعدة وألم المعدة والامساك والتقيؤ.
منع الجفاف ●
إنّ استهلاك ملح البحر بانتظام دون زيادة أو نقصان مهم جداً لصحة الجسم ، فهو يحافظ على توازن المعادن داخل الجسم لما يحتويه من قيمة غذائية كبيرة ومعادن نادرة ضرورية للجسم. وبالتالي خلق التوازن الضروري بين الصوديوم والبوتاسيوم الهام جدًا للجسم.
كل هذا يساعد على تنظيم كمية السوائل في الجسم، ومنع حصول الجفاف.
يساهم في تحسين صحة القلب وسكر الدم ●
إن تناول الملح البحري بكمية معتدلة وضمن حدود حاجة الجسم الطبيعية يساهم في تقليل حاجة مرضى السكري لجرعات الانسولين وتنظيم ضغط الدم حيث يعمل الصوديوم على تنظيم السوائل داخل الجسم ومنع احتباسها.
إزالة الإرهاق والتشنج من القدمين ●
إنّ نقع القدمين بالماء الساخن الممزوج بالملح البحري يعمل على تفتيح مسامات الجلد المغلقة وبالتالي تسهيل خروج السموم من الجسم عبر طرحها من المسام .
كما أنّه يساهم في استرخاء عضلات القدمين وبالتالي الشعور بالراحة والتخلص من الإجهاد .
تحسين صحة الفم والمحافظة على الأسنان ●
إنّ احتواء ملح البحر بشكل طبيعي على مادة الفلوريد فإن تضمينه ضمن غذائك اليومي سيساهم في القضاء على البكتيريا المسببة للتسوس .
كما أن الغرغرة باستخدام الملح البحري والماء تعمل على تعقيم اللثة والقضاء على البكتيريا المسببة لالتهاب اللثة والتسوس حيث يعتبر الفلوريد معقماً طبيعياً ضد أنواع من البكتيريا .
التخلص من الاحتقان الأنفي وتخفيف حدة الجيوب الأنفية ●
إن المحلول الذي يحتوي على الملح البحري يعمل على إذابة البلغم وإزالة الانسداد الأنفي .
وإذا لاحظنا فجميع المحاليل الطبية المستخدمة في هذا الخصوص تحتوي على الملح البحري ضمن تركيبها بنسب كبيرة .
علاج الصدفية ●
إنّ نقع الجسم أو مناطق الإصابة في حمام ماء دافئ لمدة 15 دقيقة مع إضافة الملح البحري المعروف بخواصه العلاجية، تقوم بترطيب الجلد وتحسن حالته وتخفف من الالتهاب وتقلل الاحمرار والحكة حيث يقوم بتقشير طبقات الجلد الميتة والحد من انتشار البقع، كذلك تنشط الدورة الدموية، فهذا الملح يحتوي على: المغنيسيوم. الكبريت. اليود. الصوديوم. الكالسيوم. البوتاسيوم. البروم. الزنك.
كما أنّ للملح البحريّ فوائد جمالية كثيرة نذكر أهمها :
علاج حب الشباب ●
يستخدم الملح البحري في مستحضرات العناية بالبشرة بشكل كبير ، نظراً لاحتوائه على العديد من المعادن كالبوتاسيوم والصوديوم و المغنيسيوم التي تعمل كل منها على تنقية البشرة ومنح الخلايا الأوكسجين الذي تحتاجه وتقوي بنيتها لتصد الجراثيم التي تسبب ظهور حب الشباب.
تقليل التجاعيد وزيادة نضارة البشرة ●
يقوم الملح البحري بشد البشرة وتفتيح مسامها مما يقلل من التجاعيد الظاهرة عليها ويمنحها المرونة والنضارة .
منظف للبشرة ●
من فوائد الملح الجماليّة أنّه يعمل كمنظّف للبشرة. فهو يدخل كمكون أساسي في خلطات تقشير البشرة التي تمنحها التنظيف العميق وتخلصك من الجلد الميّت والأوساخ المتراكمة.
إزالة انتفاخ العيون ●
إنّ استعمال كمادات الملح البحري والماء تساعد على التخلص من انتفاخ العيون الناجم من الإرهاق والتعب أو السهر فهو يعمل على تفتيح مسامات البشرة وتخفيف تورم الجفون والتخلص من الإجهاد في هذه المنطقة الحساسة من الجسم .
تخفيف القشرة والتلف وإزالة رواسب المستحضرات من على الشعر ●
نظراً لاحتوائه على كثيرٍ من المعادن وقدرته على تفتيح مسامات الجلد فإن استخدام الملح البحري في الاستحمام يساهم بشكلٍ كبير في تغذية فروة الرأس وإزالة الجلد الميت الذي يسبب القشرة وأيضاً يزيل رواسب المستحضرات التجميلية التي تؤدي إلى تلف الشعر وخصوصاً عند الأطراف.
رغم فوائده الكثيرة إلّا أنّ الأطباء يستمرون دون توقف بالتحذير من أضرار استهلاك الملح بشكل كبير لما قد ينجم عنه من أمراض لا يحمد عقباها .
ولكن مع ذلك فهو يعد عاملاً أساسياً في جسم الإنسان ولا يمكن التخلي عنه بشكلٍ كامل .
هنا نسمع لغطاً كبيراً في هذا السياق وهو أنّ الملح البحري أكثر ضرراً من الملح العادي ويسبب ارتفاع ضغط الدم بشكلٍ أكبر نظراً لملوحته .
لكن الحقيقة ليست كذلك أبداً ، فالعنصر الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم ويتحكم به هو الصوديوم ، وإذا نظرنا إلى تركيبة الأملاح فسنجد نسبة وجوده بها متماثلةً تقريباً والفرق بين الأملاح يعود إلى أنواع المعادن الأخرى التي يحتويها الملح أمّا الصوديوم فهو ثابت لا يتغير وهو ما يميز الملح البحري عن غيره من أنواع الملح الاخرى .
كما أنّ نقص الصوديوم يسبب مشاكل كبيرة فهو بالإضافة لكونه يتحكم بمستويات ضغط الدم، فهو مسؤولٌ أيضاً عن اختزان السوائل وضبط حجم الدم ويدخل في تركيب الأحماض الهضمية .
وفي خضم هذا السياق توصي كل من منظمة الصحة العالمية، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وجمعية القلب الأمريكية بتناول أقل من 2300 مليغرام من الصوديوم يوميًا، وفي المقابل أكدت الأكاديمية الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأمريكية أن الجسم بحاجة إلى ما لا يزيد عن 1500 مليغرام يوميًا من الصوديوم.
هذه الإرشادات تشتمل على جميع أصناف الملح وأنواعه وتبين أنّ أضرار الملح متساوية بين جميع الأنواع ولكنّ الفائدة الصحيّة تعود إلى تفاوت نسب وأنواع المعادن الأخرى بينها وحاجة الجسم لهذه المعادن لتنظيم الشوارد داخل الجسم وتحقيق التوازن داخل الخلايا وهو ما يجعل كفة الملح البحري راجحة على باقي الأملاح الأخرى نظراً لغناه بالمعادن النادرة والضرورية للجسم .